تحذير من القرآن لكل أنواع المطبّعين

سأتحدث عن التطبيع مع الصهاينة من وجهة نظر القرآن، بعرض بعض آياته فقط. و المُتدَبِّر لآياته سيجد العديد من مثيلاتها.

1- حسب اﻵيات 51 إلى 54 من سورة المائدة، من تولًى الذين كفروا من أهل الكتاب:

  1. يُصبح منهم، يعني يُصيبه ما أصابهم من غظب الله و لعنته
  2. و يصبح من الظالمين
  3. و يحبِط عمله (لا صلاة و لا صيام و لا عمرة و لاحج و لا صدقات … )
  4. و يرتدّ عن دين الله

نستنتج إذن، أن قادة الدول المسلمة الذين طبّعوا مع الكيان الصهيوني لا يفْصِلهم عن عذاب الله العظيم إلا أن تزهق أنفسهم.

و أما القول بأن تلك الدول مُجبَرَة على التطبيع مع أعداء الله خوفاً على ضياع مصلحة أو لكسب أخرى،
فقد ردّ عليه مالك يوم الدين في اﻵية 52 من سورة المائدة أيضاً بالقول

  1. أنْ عسى الله أن يأتي بالفتح، أي قد يحدث ما يُضْعِف شوكة الصهاينة، فيصبحوا من غير فائدة و تضيع المصلحة التي من أجلها تمّ التّطبيع
  2. أو أمر من عنده، أي آندلاع حرب أو أي سوء و لن يُغني التطبيع عن السوء شيئاً و يتخلى عنهم الصهاينة و يتركونهم وحدهم في مواجهة السوء

2- و أقول لكل موظفي الدولة الذين يُعينون قيادتهم في التطبيع
سواءاً في الإدارة،
أو الذين يُضيّقون على المناهظين للتطبيع أو يعتقلونهم أو يعذبونهم
و الذين يعلمون، بفطرتهم، حجم الظلم الذي يقومون به رغم ضألة مشاركتهم،
و الذين بدونهم ما نجح التطبيع و ما أصبحت أفكار و أحلام القيادة حقيقةً تُعاش على أرض الواقع،
و الذين ما كانوا لِيُعينوا قيادتهم لو أن أولادهم كانوا همُ المُحاصَرين المُجَوّعين المُضْطَهدين في الضفة و القطاع،
أقول لهاؤلاء أنّ مآلهم الجحيم
و ذلك حسب قول رب العالمين في اﻵيات 66 إلى 68 من سورة اﻷحزاب
حيث يخبرنا أنهم سيقولون ياليتنا أطعنا الله و الرسول و لم نُطِع ساداتنا و كبراءنا الذين دفعونا للضلال.
و أيضاً حسب قوله تعالى في اﻵية 21 من سورة إبراهيم
حيث يخبرنا أن الضعفاء الذين كانواْ لايقاومون ما يقترحه عليهم المستكبرون مصيرهم عذاب الله.

3- و أقول للعلماء الصّامتون السّاكتون عن هذا المنكر،
الذين، كما هي عادتهم دائماً،
يَتَوارَوْن عنِ الأنظار و اﻷسماع في كل محطة مُنكَرَة
و لا يخرجون إلاّ عندما تهدأ العاصفة،
أن لعنة الله و لعنة اللاعنين تنتظرهم بِكِتْمانِهم ما أنزل الله،
بدليل ما قال في اﻵية 159 من سورة البقرة.

فهل سيتكون هذه المحطّة الجديدة إيذاناً بتوبتهم النّصوح من كل ما سلف و يُصلِحوا و يُبيِّنُوا ؟
أم أنهم سيستحبون الحياة الدنيا على الجهر بالحق ؟

4- و للشعوب المسلمة أقول:
سكَتنا على التدمير الممنهج لتعليم أولادنا، فلم يزد التعليم إلا فساداً.
و سكتنا على فساد القضاء، فزادنا الظالمون ظُلماً، فيصبح المجرم بريئاً و يصبح المُطالِب بالقِسط مجرماً يُهدِّد البشرية.
و سكتنا على آنهيار الرعاية الصحية، فزادنا المفسدون مرضاً و آنتزاعاً لأموالنا.
و سكتنا على تهريب خيرات بلداننا، فلم يزدنا المختلسون إلا آحتقاراً و تفقيراً بآقتطاعات مُفاجِئة و ضرائب من كل اﻷنواع .
و اليوم سنسكت على التطبيع مع الصهاينة، و غداً :

  1. سيدرّسون لأولادنا اللغة العبرية و الهولوكوست في المدارس،
  2. و ستأتينا المقررات الدراسية من تل أبيب،
  3. و سيدفع شهرياً كلّ واحد منا، و بقوة القانون، بضع جنيهات أو دراهم ضريبة للدولة “الصديقة” إسرائيل كتعويض لما ضاع لليهود عند هجرتهم لإسرائيل.
  4. و سنشتري اﻷدوية الصهيونية و المنتوجات القادمة من توّها من المستوطنات.
  5. و أترك لكم و لخيالكم تصوّر ما سيكون عليه حالنا و ما يمكن أن يقوم به قاداتنا و حكوماتنا من أجل الصهاينة

فكلما سَكتْنا، كلما زاد شقاؤنا و شقاء أولادنا من بعدنا.
و هذا ما تعنيه اﻵية 24 من سورة التوبة، إذ يخبرنا علاّم الغيوب أنّ الذين يفضّلون الحياة الدنيا سيأتيهم أمر الله (السوء) في الدنيا عاجلاً أو آجلاً، عليهم أو على ذرياتهم،
و يحذرنا أيضاً في اﻵية 21 من سورة إبراهيم أن مصير الضعفاء في الآخرة هو العذاب مع حكّامهم المستكبرين
لأنهم كانواْ تابعين لهم و لم يعارضواْ أو يقاومواْ قرراتهم
و لم يقومواْ بفريضة النهي عن المنكر ـ الفريضة التي هي جزء لا يتجزأ من عبادة الله كما يقول لنا في كتابه ب العالمين.

Comments

Popular posts from this blog

Feedback on the "Inclusive Education" policy

Manifesto for justice and against evil