Shirk 4

علاقة التطبيع بالرّدة عن الدين و بالشرك بالله

لا يمكن الحديث عن التطبيع من وجهة نظر القرآن دون الحديث عن مشكل أكبر و أعمق
و هو الشرك بالله و عصيانه.
هنا بعض النقط القرآنية المترابطة و المتشابكة. بعضها يؤكد بعض.

1- المطبّعون مصيرهم عذاب الله العظيم ﻷنهم آرتدّوا عن دينه:
ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء…
ياأيها الذين آمنوا من “يرتدّ منكم عن دينه”…
إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا…
سورة المائدة، 51-55

طبعا هنا الكلام عن الكافرين من اليهود و النصارى.
و ليس على الذين لم يقاتلوننا في الدين
و لم يخرجوننا من ديارنا، بدليل اﻵية 8 من سورة الممتحنة

2- عندما يأمر الله بتعامل معيّن. و السادة و الكبراء يرون غير ذلك فيشاكسون الله في المسألة. ألم يصبحوا آلهة مع الله ؟
كلمة "يشاكسون" بالمعنى المستعمل في اﻵية 21 من سورة الزمر.

3- موظفو الدولة الذين أصبح عندهم أمر السادة و الكبراء أكبر من أمر الله. أليسوا كاذبين عندما يصلون و يقولون “الله أكبر” ؟

4- موظفو الدولة الذين يطيعون السادة و الكبراء في مسألة التطبيع هم كافرون و مشركون بالله.
كافرون بآية النهي عن الولاية: ﻷنهم أطاعوا أمر السادة و الكبراء في مسألة التطبيع، عوض أن يطيعوا الله، الذي نهى صراحة عن ولاية الكافرين من أهل الكتاب.
لكن في نفس الوقت،
هؤلاء الموظفون يصلون و يصومون و يدعون الله بالليل و النهار، خصوصا عند المصائب
و ينسون ساداتهم و كبراءهم ﻷنهم يعلمون أن المساعد في المحن و اﻷمراض و الحافظ من الحوادث هو الله.
و هذا بالظبط هو وصف المشركين في القرآن، مثلا سورة اﻷنعام، آية 40-41 و اﻵية 63 و سورة اﻹسراء آية 67

5- مسألة شرك موظفي الدولة تُعرف أيضا من اﻵية 21 من سورة الزمر.
حيث يضرب الله مثلا للشرك بالله و اﻹسلام لله، و يقول
أن المشرك يتعرّض ﻷوامر متعارضة من أطراف غير متوافقة بينها. كل جهة تأمره بـأمر مختلف.
فالموظف يعرف أمر الله بعدم مساندة المجرمين.
و لكن السيد في العمل يأمره بغير ذلك، يأمره بمساعدة و معونة و تسهيل عمل المجرمين.
فلا يعرف من يطيع. و لا يمكن أن يرضي الطرفين في آن واحد.
أمّا المسلم لله، حسب المثل في اﻵية، لا ينصاع إلا ﻷوامر الله. أو أوامر لا تعارض أوامر الله.
فهو “سلم” لله.

نقطة جانبية: و في هذه اﻵية أيضا، كما في آيات أخرى في اﻷنعام،
نتعلّم فهما أوسع لمفهوم اﻹسلام لله.
و أن الشرك بالله يُبطِل اﻹسلام له.
و لا يمكن الجمع بين الشرك بالله و اﻹسلام له في آن واحد.

6- مصير موظفي الدولة الذين يطيعون السادة و الكبراء نعرفه أيضا من اﻵيات 64-68 من سورة اﻷحزاب.
من هذه اﻵيات نعرف أن مصيرهم الخلود في السعير و الله تعالى يسميهم كافرين.
و نلاحظ أيضا من اﻵيات أن ذنبهم لم يكن أنهم لم يصلوا أو لم يصوموا أو لم يقوموا بشعيرة من الشعائر.
و لكن ذنبهم أنهم كانت تأتيهم أوامر ضد أوامر الله و الرسول. و كانوا يقومون بها.
“ إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا. لا يجدون وليا ولا نصيرا
يوم تقلب وجوههم في النار يقولون: يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا
وقالوا: ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا. ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا

بعضهم كانت تأتيهم أوامر التطبيع،
و بعضهم كانت تأتيهم أوامر القتل (مثل أحداث يوم 24/6/2022 حيث تم قتل و جرح أفارقة عند معبر مليلية)،
و بعضهم كانت تأتيهم أوامر تهشيم عظام معلمين أو ممرضين أو مواطنين متظاهرين مطالبين بحق من الحقوق (أمر بـمعروف أو نهي عن منكر)
و بعضهم كانت تأتيهم أوامر حرق الغابات
و بعضهم كانت تأتيهم أوامر تسليم اﻹيغوريين لحكومة الصين
و بعضهم كانت تأتيهم أوامر تلقيج الناس بلقاج مؤد
و بعضهم كانت تأتيهم أوامر التلاعب باﻷدلة ﻹدانة شخص في القضاء
الخ من المجموعات …

عندما نجمع كل هؤلاء الموظفين، نرى :
1- العدد الهائل من “المسلمين” الذين يعتقدون آعتقادا راسخا أنهم في الجنة، ﻷنهم يصلّون و يصومون،
في حين هم على أرض الواقع، يعملون يوميا أعمال جهنم. و رزقهم يتوقّف على القيام بهذه اﻷعمال
2- و نرى أيضا، الدور الكبير لموظفي الدولة في تحقيق أهداف المفسدين في اﻷرض
و دورهم في جعل أحلام المفسدين واقعا يعيشه الناس يوميا.
و من هنا نفهم بسهولة سبب دخلوهم النار مع ساداتهم و كبرائهم

و أتطرق اﻵن لعلماء الدين.
مع وجود هذه الغزارة من المعلومات في القرآن
حول الفساد و حول أنواع المفسدين و أنواع الكافرين و أنواع المشركين و العلاقة بينهم الخ…
نجد أن علماءنا لا يتحدثون عنها نهائيا. و لا يتطرقون لهذا النوع من المعلومات.

1- بل نجدهم منشغلين في تخذير الشعوب و أصحاب الحقوق و إشغال الناس بأنواع التفاصيل التي لا تصلحهم و لا تصلح اﻷرض
و إلهائهم بالقصص و اﻷساطير و الخرافات المبتدعة التي لم ينزّل الله بها من سلطان
و يشغلونهم بالذكر باللسان و التسبيح و التهليل و تلاوة القرآن (بدون تدبّر من فضلكم) و التّغني به في الصلوات و الصلوات على النبي…. إلخ
2- و نجدهم قد غيّروا المفاهيم القرآنية و قزّموها. فغيروا معنى التوكل على الله و التقوى و اﻹحسان و الشرك بالله و أحلّوا الحرام (الشرك مثلا) و حرّموا الحلال ….

عندما نكتشف هذا كل هذه المعلومات في القرآن، نستنتج أنهم،
كاﻹعلام و الفن، هم جزء من السلطة الظالمة، يعملون لصالحها
1- بكتمان الحقيقة عن الناس.
2- و بتخذير الناس و إبعادهم عن مساءلة السلطة عن واجباتها
و إبعاد الناس فكريا، و الموظفين خصوصا، عن عصيان أوامر السلطة

و خوفا من آكتشاف الناس لهذا الكتمان و هذا الدور
و خوفا من فقدهم لسمعتهم بين الناس
و خوفا أيضا من آكتشاف الناس أن القرآن يفضحهم و يسبّهم و آكتشاف آفتراءاتهم على الله
نفهم معارضتهم الشديدة لتفسير القرآن من طرف الناس
و آستهزاءهم بكل من يأتي بتحليل غير تقليدي للقرآن و يحاربونه محاربة شديدة

و بما يصنعون و بما يكتمون من الحق،
أضلّهم الله و لم يعودوا يشعرون بخطورة ما يصنعون على مصيرهم في الحياة اﻵخرى و العذاب الذي ينتظهرهم
و لم يعودوا يرون الوعيد المتكرّر لله لهم في أكثر من مرة .
من بين ما يتوعّدهم الله:
- إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب
أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. البقرة 159
- إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا
أولئك لا خلاق لهم في الآخرة
ولا يكلمهم الله
ولا ينظر إليهم يوم القيامة
ولا يزكيهم
ولهم عذاب أليم. آل عمران 77

Comments

Popular posts from this blog

Feedback on the "Inclusive Education" policy

Manifesto for justice and against evil