نداء للمسلمين للانخراط في إصلاح العالم، من أجل سلامهم و سلام الإنسانية
English version
Version Française
نحن مليارا مسلم في العالم،
و مع ذلك :
و محننا لا تزيد إلا سوءًا.
فما الذي ستعيشه ذريتنا؟
و التغيير يجب أن يبدأ منا.
فلا يمكن أن ننتظر من العالم أن يتغير من أجلنا
أو أن يتدخل الله لسلامنا : فحالنا المتواصل لقرن من الزمان على اﻷقل دليل على ذلك
لكن :
لكن هذا لم و لن ينجح.
يكمن الحلّ في العمل على جلب العدالة و السلام لجميع الناس، محليًا و عالميًا، كما يأمر القرآن.
و هذا سيحُل مشكلتنا تلقائيا.
على أرض الواقع، هذا الحل يتحقق على ستّ مراحل.
كل مرحلة تأخذ و قتها لتنضج، و تحملنا إلى المرحلة الموالية.
نشارك في خدمة المحتاجين.
ندافع عن مصلحة الأطفال و المعاقين و كبار السن و باقي الفئات المستضعفة.
نعمل على جلب المساواة، و حل مشاكل الأسرة، و تقوية الشعوب الأصلية، و خلق اﻷلفة بين اﻷعراق المختلفة.
بعد بضع أعوام من الآنخراط مع المجتمع المدني،
ستبدأ تحدياتنا في مجتمعاتنا المضيفة في الحل جزئيًا.
هذا سيدفع الحكومة إلى إدارة البلاد من منطلق حقوق الإنسان و إدخال تعديلات أو سن تشريعات مناسبة.
بعد بضع أعوام من الالتزام في المرحلتين 1 و 2
فقد أصبحنا أمة محترمة محبوبة يُعتمد عليها في إشاعة السلم في المجتمع.
لا أمة عالة جاهلة ضررها أكثر من نفعها على المجتمع.
يجب على المسلمين في العالم، في البلدان المضيفة و في بلداننا، القيام بنفس الشيء.
هذا سيؤدي إلى ظهور نتائج أعمالنا محليا تزامنا مع ظهورها في باقي البلدان.
فسنشهد تقريبا نفس التحولات اﻵجتماعية و السياسية في كل البلدان، و في نفس الوقت.
في هذه المرحلة، سنشهد آرتفاعا في عدد الحكومات حول العالم التي تدعم القيم الإنسانية داخل بلدانها و تتفق، بطريقة تلقائية، على العدل في التعاطي مع المشاكل الدولية.
و هذا التحول سيدفع إلى إدخال تعديلات في القانون الدولي و إصلاحات على الأمم المتحدة.
عقليات الهيمنة و الآنتقامية و الآستعمارية، التي طبعت السياسة العالمية منذ عصور، ستختفي تدريجيا لتفسح المجال تدريجيًا لمناخ عالمي جديد يطبعه التفاهم و التعاون و الاحترام.
لنتخيل هنا التطور الآجتماعي و الآقتصادي و العلمي و الفني الذي سيبدأ في الظهور في قارة مثل إفريقيا، نتيجة هذا المناخ الجديد.
في هذه المرحلة، ستتوقف الهجرة من بلداننا، و تبدأ حركة العودة إليها
و ستكون مشاكلنا، كمسلمين في هذا العالم، قد آنتهت بشكل كامل.
ستختفي الهجرة الجماعية و القسرية و التفرقة و العيش في خوف و الفقر و تجارة البشر و العبودية و المجاعة و الحروب.
الكلّ سيعيش بسلام، حتى آخرُ طفل قي قرية نائية في إفريقيا تُضمن له حياة سلم و كرامة، و فرصة تحقيق تطلعاته الكاملة.
و أخيرًا، سيتحقق للإنسانية السلام الذي أراده الله تعالى لها.
الله تعالى يأمرنا بالإصلاح فيخبرنا أن:
هذه اﻵيات كفيلة بأن تدفعنا للمسارعة في اﻹصلاح في اﻷرض، إن كنا نؤمن حقًا أن القرآن كلام الله الحكيم العليم.
فهل نأخذ اﻷمر بجدّية و نبدأ في التشاور في الخطوات المقبلة، أم سنبقى على حالنا لنمرّره لصغارنا؟
Version Française
نداء للمسلمين للانخراط في إصلاح العالم، من أجل سلامهم و سلام الإنسانية
الملخص:- يجب علينا نحن المسلمين أن نشارك في إصلاح مجتمعاتنا، إذا كنا نؤمن حقًا بالقرآن و نريد السلام لأنفسنا و لأطفالنا و للإنسانية جمعاء.
- إن إصلاح مجتمعاتنا سيجبر الحكومات على اﻹصلاح و سيدفع لتغيير النظام المالي و السياسي في العالم؛ و مع كل تغيير نقترب أكثر من العدالة و السلام المُطلقَين في العالم.
1. المقدمة
نحن مليارا مسلم في العالم،
و مع ذلك :
- لا صوت لنا على الساحة الدولية
- لا قيمة لنا، عدا لخدمة أهداف اﻵخرين
-
موارد بلداننا تُستغل لصالح الآخرين
و نحن نُترك لمواجهة قسوة الحاجة، أو نُدفع في صراعات دموية بيننا، أو نواجه الموت في البر و البحر، فرادى و جماعات - دماؤنا و دماء أطفالنا تُراق بدون رحمة
- نهرب من مكان إلى آخر
- نتذلل للآخرين ليقبلوننا في بلدانهم
- و حيثما حللنا، نُقابل بالريبة، إن لم يكن بالكراهية و الرعب منا
-
نعاني - سواء كأقليات - في الهند و الصين و ميانمار و يوغوسلافيا السابقة
و كأغلبيات في بلداننا
دائمًا يأتي العدو إلى عقر دارنا، كل مرة بحجة جديدة، ﻹخراجنا من ديارنا، و قصف منازلنا، و أعراسنا و مستشفياتنا - و حتى عند براءتنا التامة، يخرج من يتّهمنا بمآساة ما
و محننا لا تزيد إلا سوءًا.
فما الذي ستعيشه ذريتنا؟
2- هذا الواقع يجب أن يتغير
يجب أن يتغير حالنا.و التغيير يجب أن يبدأ منا.
فلا يمكن أن ننتظر من العالم أن يتغير من أجلنا
أو أن يتدخل الله لسلامنا : فحالنا المتواصل لقرن من الزمان على اﻷقل دليل على ذلك
لكن :
- ماذا يمكننا أن نفعل؟
- كيف نضمن أن نعيش نحن و أطفالنا في سلام دائم في مجتمعاتنا المضيفة؟
- ماذا يمكننا أن نفعل ﻹصلاح بلداننا : أَمْنا و آقتصادا و تعليما و رعاية صحية و عدالة - لنعود إليها؟
- و هل يمكن أن نذهب إلى أبعد من ذلك و نحوّل أوطاننا إلى بلدان ترحّب بالجميع؛ بلدان يحلم كل الناس بالعيش فيها و يطمئنون على مستقبل أولادهم فيها؟
لكن هذا لم و لن ينجح.
3- الحل
هناك حل أفضل لمشكلتنا.يكمن الحلّ في العمل على جلب العدالة و السلام لجميع الناس، محليًا و عالميًا، كما يأمر القرآن.
و هذا سيحُل مشكلتنا تلقائيا.
على أرض الواقع، هذا الحل يتحقق على ستّ مراحل.
كل مرحلة تأخذ و قتها لتنضج، و تحملنا إلى المرحلة الموالية.
4- مراحل الحل بالتفصيل
المراحل الستّ للحل تكون كالتالي:المرحلة الأولى: تقوية حركة الإصلاح في المجتمعات المضيفة
في هذه المرحلة، ينخرط المسلمون بكثافة في المجتمع المدني لمعالجة القضايا الاجتماعية التي نراها يوميًا.نشارك في خدمة المحتاجين.
ندافع عن مصلحة الأطفال و المعاقين و كبار السن و باقي الفئات المستضعفة.
نعمل على جلب المساواة، و حل مشاكل الأسرة، و تقوية الشعوب الأصلية، و خلق اﻷلفة بين اﻷعراق المختلفة.
بعد بضع أعوام من الآنخراط مع المجتمع المدني،
ستبدأ تحدياتنا في مجتمعاتنا المضيفة في الحل جزئيًا.
- مجهوداتنا لصالح المجتمع ستجلب اﻵحترام لنا، و سيغير الناس نظرتهم لنا، من غرباء و عالة عليهم، نأخذ الوظائف و السكن و نعتمد على الرعاية الآجتماعية إلى أمّة شاكرة نافعة لمُجتمعها (القرآن 41:34).
-
علاوة على ذلك، من خلال هذا العمل، سنبدأ في آكتشاف مبادئ القرآن المتعلقة بالإصلاح في اﻷرض — مثل
السعي الدؤوب لتحقيق العدالة، و المسارعة في الأعمال الصالحة، و الإيثار، و الصبر
سنبدأ في فهم ما تعنيه هذه القيم على أرض الواقع و أهميتها في المجتمع اﻹنساني.
المرحلة الثانية: آنعكاس اﻹصلاحات اﻵجتماعية على الساحة السياسية و القانونية للدولة
سيؤدي آنخراطنا مع المجتمع المدني إلى تقوية صوت المجتمع، يستحيل على محترفي السياسية تجاهله.هذا سيدفع الحكومة إلى إدارة البلاد من منطلق حقوق الإنسان و إدخال تعديلات أو سن تشريعات مناسبة.
بعد بضع أعوام من الالتزام في المرحلتين 1 و 2
- سنكون قد ساهمنا في إنشاء مجتمع موحد و عادل و رحيم حيث تُعتبر مشاكل الفرد مشاكل المجتمع بأسره، بغض النظر عن عرقه أو دينه أو أصله.
- سيرتفع عدد الناس الساعين لتحقيق العدالة الاجتماعية، نظرا لفوائدها على مستقبل أطفالهم و مستقبل البلاد.
-
علاوة على ذلك، في نهاية هذه المرحلة، سنصل إلى تطبيق كامل لكل وسائل الإصلاح التي ينادي بها القرآن.
هذه الوسائل، و آلياتها، ستصبح جزءا لا يتجزء من أعمالنا اليومية — تمامًا مثل الصلاة و الصيام.
فقد أصبحنا أمة محترمة محبوبة يُعتمد عليها في إشاعة السلم في المجتمع.
لا أمة عالة جاهلة ضررها أكثر من نفعها على المجتمع.
المرحلة الثالثة: ظهور الإصلاحات على المستوى العالمي
تزامنا مع آنخراطنا نحن في اﻹصلاحات المحليةيجب على المسلمين في العالم، في البلدان المضيفة و في بلداننا، القيام بنفس الشيء.
هذا سيؤدي إلى ظهور نتائج أعمالنا محليا تزامنا مع ظهورها في باقي البلدان.
فسنشهد تقريبا نفس التحولات اﻵجتماعية و السياسية في كل البلدان، و في نفس الوقت.
في هذه المرحلة، سنشهد آرتفاعا في عدد الحكومات حول العالم التي تدعم القيم الإنسانية داخل بلدانها و تتفق، بطريقة تلقائية، على العدل في التعاطي مع المشاكل الدولية.
و هذا التحول سيدفع إلى إدخال تعديلات في القانون الدولي و إصلاحات على الأمم المتحدة.
المرحلة الرابعة: تحوّل الأنظمة المالية و السياسية
مع تزايد زخم حركة الشعوب حول العالم، سيضطر النظام المالي و السياسي العالمي للتغيير، مما سيؤدي إلى تعزيز العدالة و السلام على مستوى العالم.عقليات الهيمنة و الآنتقامية و الآستعمارية، التي طبعت السياسة العالمية منذ عصور، ستختفي تدريجيا لتفسح المجال تدريجيًا لمناخ عالمي جديد يطبعه التفاهم و التعاون و الاحترام.
لنتخيل هنا التطور الآجتماعي و الآقتصادي و العلمي و الفني الذي سيبدأ في الظهور في قارة مثل إفريقيا، نتيجة هذا المناخ الجديد.
المرحلة الخامسة: العودة إلى أوطاننا
ستبدأ الأنظمة الظالمة في بلداننا في الضعف و التآكل، و تحل محلّها أنظمة عدالة تجلب السلام إلى أوطاننا.في هذه المرحلة، ستتوقف الهجرة من بلداننا، و تبدأ حركة العودة إليها
و ستكون مشاكلنا، كمسلمين في هذا العالم، قد آنتهت بشكل كامل.
المرحلة السادسة: إزدهار الإنسانية
مع المراقبة المستمرة و دعم العدالة و السلام في جميع أنحاء العالم، سيتم أخيرًا تحقيق السلام المطلق على مستوى العالم.ستختفي الهجرة الجماعية و القسرية و التفرقة و العيش في خوف و الفقر و تجارة البشر و العبودية و المجاعة و الحروب.
الكلّ سيعيش بسلام، حتى آخرُ طفل قي قرية نائية في إفريقيا تُضمن له حياة سلم و كرامة، و فرصة تحقيق تطلعاته الكاملة.
و أخيرًا، سيتحقق للإنسانية السلام الذي أراده الله تعالى لها.
5- تحذير القرآن للمؤمنين
المشاركة في إصلاح اﻷرض هو أمر حيوي لنا نحن، كمؤمنين بالقرآن.الله تعالى يأمرنا بالإصلاح فيخبرنا أن:
- إقامة القسط كان دائمًا الهدف من إرسال الله للرسل للبشرية (الحديد 25).
- الله لا يحب الفساد و المفسدين (البقرة 205 و القصص 77). عبادته، إذًا، تستلزم معارضة ما يكرهه.
- إنما يتحقق الإصلاح في اﻷرض من خلال تنفيذ أوامر الله (الحج 40 و البقرة 251). أما اﻵنتظار السلبي لتدخل الله ليُصلح اﻷرض لنا هو علامة الفسوق، لا اﻹيمان، كما ورد في المائدة 25-26
- المؤمن يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر (التوبة 71 و الحج 41)، بل من واجبه أن يكون في الطليعة في هذين المجالين (آل عمران 110).
- من لا يصلح في اﻷرض و يسارع في الخيرات يعرّض أعماله كاملة للإحباط (آل عمران 114-115).
- غض الطرف عن أعمال الظلم يجلب عقاب الله عاجلاً أم آجلاً، بطريقة أو بأخرى (اﻷنفال 25 و التوبة 24).
- على العكس من ذلك، فالله تعالى يحمي الذين ينهون عن الفساد في اﻷرض، حتى لو كانوا مشركين (هود 116-117).
- كلما آستمررنا نحن في اﻹيمان ببعض الكتاب (الصلاة و الصيام...) و تجاهل بعضه اﻵخر (واجب اﻹصلاح في اﻷرض) سيستمر الله تعالى في إذاقتنا الخزي (الرعد 11) و هو علامة واضحة عن مصيرنا في الآخرة (البقرة 85).
هذه اﻵيات كفيلة بأن تدفعنا للمسارعة في اﻹصلاح في اﻷرض، إن كنا نؤمن حقًا أن القرآن كلام الله الحكيم العليم.
6- الخاتمة
عبادتنا لله تعالى ستجلب لنا- اﻵحترام و التقدير في مجتمعاتنا المضيفة و في جميع أنحاء العالم
- اﻷمن لنا و لصغارنا و للإنسانية جمعاء (البقرة 21)
فهل نأخذ اﻷمر بجدّية و نبدأ في التشاور في الخطوات المقبلة، أم سنبقى على حالنا لنمرّره لصغارنا؟
إقرأ أيضا:
The call to stand up for justice and fight off injustice and evil in society.
كلام صحيح التغيير يبدا بانفسنا والله على ما اقول شهيد انا اول المتطوعين في اي شئ يخص ديننا ومصلحة المسلمين
ReplyDelete